Thursday 27 September 2007



والباب يغلق مرة أخرى
ووجهك ليس يأتي
يا ليل

يا فرس الظلال ..
أتكّن لي بعض المودة
!


Wednesday 26 September 2007

من شان شو ما من شان شي

فلئن قام العلم بإخفاء إله الـ"الكيف
فذلك لإظهار إله الـ"لماذا" الذي لن يتلاشى أبدا
أمين معلوف
القرن الأول بعد بياتريس

غريب أمري
أعرف أن المسلسلات الرمضانية مضجرة وتافهة كلعبة سولوتير لكني لا أخطأ إحداها , أتكور أمام التلفاز كالقطة وأتابعها بنهم, لقد أصبحت أمارس هذا الشيء كشريكتي وأستمتع .
قد أفعل ذلك من أجل إضفاء تغيير على يومي الأشعث أو من أجل الاسترخاء , من المثير تجريب الصمت أمام حفنة من البشر تتصرف أمامك داخل علبة صماء .
بدأ الخريف بلفحاته الباردة, يذكرني دوما بالفراق الفجائي, بالتدبيرات السهلة لمواقف تفرض علي , بحلول سريعة مؤلمة, بالعبــــــث .
أصلي لليلي أن لا يطول حتى لا أفكر بالعبث, يتلاشى المدى أمامي دفعة واحدة فيستوقفني العدم الجميل, وحده يحررني من الحزن, منه جئنا وإليه نرد.
وافقت معي أن الحياة عبث ولم تجلب لي معها ردا على سؤالي " لماذا يحدث كل الذي يحدث؟"
لماذا علي أن التقي بهم إذا كانوا سيرحلون؟
لماذا يجب أن يكون الفراق إذا كنا سنلتقي بعد قليل ؟
ولماذا يجب الانتظار إذا كنا لن نلتقي؟
لماذا يقال بالأمس ما لن يكون في الغد ؟
لماذا الصراع إذا كان سينتهي بغالب ومغلوب؟
لماذا الحب إذا كان سيختفي بالزحام؟
لماذا الحياة ؟
لماذا الاستيقاظ صباحا ؟
لمصلحة من يحدث هذا؟
لماذا نتمادى في الصعود إذا كنا سنواجه السقوط؟
ما هو المعنى من كل هذا العبث؟
لماذا أنا أنا
ولماذا لا أتوقف عن كوني "أنا" فتحين الفرصة لتجريب الأشياء بمنطق آخر ؟
لماذا نحن نسخة من حقيقة نصدقها ولا لم نرى غيرها ؟
لماذا لا نأكل بقايا الطعام الذي تخرجه المعدة؟
لماذا يحدث الألم ؟
وماذا يعني الخوف؟ كتلة؟ كومة قش؟ لماذا لا نستطيع تحطيمه كأي غرض مادي؟
لماذا نحن هنا ؟ ولمصلحة من يحدث كل هذا العبث؟



Sunday 23 September 2007

دثريني يا خديجة


ترمقني أختي التي ولدنا أنا وهي بنفس الشهر بفارق سنة وبضع أيام وتحدثني بخبث عن استعدادات خطيبها الرومانسي ليوم ميلادها, عن قصيدته التي لطالما حدثها عنها والتي على ما يبدو سيقرؤها لها في ذلك اليوم الخرائبي المحتوم , كنت أتخيله وهو عصابي المزاج وكثير التدخين يحمل ورقته ويشير بيده كعادة شعراء الخطابة الذين تهمهم ذات المبجِــل أكثر من ذلك المبجل به
وتنهرني أختي حين أحاول تقليده وهو يفكر بالمفردة اللازمة التي سيختارها لاكتمال بيت الشعر آخذا القصيدة من يدها نحو رمز ما بعده رمزا
تتدخل عمتي التي تذكرها بالمرات الكثيرات التي تراجع فيها الأستاذ خطيبها عن كلامه معتبرا إياها شيئا لا علاقة له بالقلب الصافي والروح الطاهرة والخ من عبارات الوجد الروحاني التي لطالما وصفها بها في أوقات سرحان الغزالة
تقاطع سخريتي سائلة إياي عن يوم مولدي فأخبرها أنه يوم اعتيادي كأي يوم آخر لا أنكر أنني ذهبت للبحر وللنبع القريب وأكلت الرمان المليسّي وهذا أمر افعله أيا كانت الظروف ميلادية كميلادي أو هجرية كهجري
لم يكن أي شيء خارق, لا قصيدة خارقة
كان يوما ... ثم اختفى يوما .. وهل في ذلك ما يدعو للتنويه
صمتت لأن أية كلمة إضافية ستجرها لسماع كلام كثير في "أفلاطون بديل للبروزاك"
وبينما نحن في معمعة من أمرنا نعدد أهوال أيلول المجيد يصبح توقف في عين صبرا فتعلو الطعرصات , وهي جمع مؤنث سالم لكلمة طعرصة وأما جمع الجمع فهو طعاريص, لم أقع على مصدر هذه المفردة في اللغة العربية ولا يخولني منصبي الفقير على الغوص في اشتقاقاتها اللغوية
لكن قد تكون "طعرصة" تعرسة في الاصل وقد فخمت فيها التاء لتلفظ طاءا والسين لتلفظ شبيهة بالصاد. أما تعرسه فيقيني أنها من جذر ع,ر,س .. وعرس بضم العين هو الاحتفال بزواج الشخص , وأما تعرّس بالشدة على الراء بعد اضافة التاء فهي كال"تفعل" كأن نقول كلم: تكلم .. أي قام بتكليم الشخص, أي انك تُحدِث الكلام, تحدث الشيء, ومنها تعرس أي تحدث العرس. والعرس يوم تكثر فيه الجلبة والضوضاء, كالزغاريد وأغاني الزفة والفرس التي يمتطيها العريس, وترديدات الحدّا , وهو مغني شعبي يُدعى خصيصا لمثل هذه المناسبات السارة, يقول كلاما نصفه تافه.. اذكر أحدهم وقد غنى ومن ثم ردد ورائه خيرة رجال القرية الأفاضل " تحت الزفتة في كركار".. كان اختراعا حسده عليه علماء الغرب المتحضر
وحين نقف عند الزفة والحناء والحمام وكل طقوس الأعراس وما فيها من صخب. ندرك أن العرس شيء يكثر فيه الزعيق والنهيق. وتعرس تصبح شبيهة ب "تحدث جلبة" وإذا ما قمنا بتفخيمها تصبح طعرص وستحافظ على نفس المعنى المرجو " تحدث جلبة .. وتعلو الطعرصات أي يعلو احداث الجلبة
ومن هنا نفهم أن كلمة طعرصة بالتاء المربوطة هي فعل احداث الجلبة وحين نقول أنت تطعرص أي انت تحدث جلبة وفي الغالب أحداث مفادها أن العروس وعروسه يقيمان الدنيا ولا يقعدانها , في نهاية المطاف من أجل هدف واحد جلل وفيه الكثير من الجلبة أيضا لما يتخلله من دخول ثم انتظار ثم خروج ثم تعلو الزغاريد,وهي إشارة الى ان الحدث قد حدث وتم . ويختصر كل هذا بعبارة "ليلة الدخلة" لان فيها دخول ما .. وبهذا فان طعرصة هي احداث جلبة من أجل دخول ما تليه جلبة اخرى مقصودة
اما الجلبة الاولى فهي ميثاق جماهيري أن فلان مخوّل أن يدخل على فلانة
والجلبة الثانية هي أن فلان قد دخل على فلانة
واختصارا نقول " لقد طعرص فلان وفلانة" أي أقاما العرس بحضور الجماهير والزغاريد والحدّا والزفة والحصان ودخلا سوية وخرجت قطعة القماش البيضاء الملطخة بالدماء وهي عادة جاهلية منقرضة في ربوع بلادي
إن مقولة جريمة وعليها شهود تعني تحديدا أنك مفضوح يا من ارتكبت الجريمة بوجود الشهود لأنهم كشفوا أمرك , وكذا يصح أن نقول مفضوح أنت ايها المطعرص
لذلك حملت كلمة الطعرصه معنىً فضائحيا. فضائحي هنا لا يعنى فيها الرمز للسلبي كما هو متبع عند استعمال هذا اللفظ, بل هو مصطلح يراد به الانتشار, أي لغرض النشر والتشهير,ومن شروط الزواج عند طائفة المسلمين ومن حذا حذوهم من مللهم "الاشهار" والاشهار بالمعنى الغير حرفي "جريمة وعليها شهود" وبذلك توفي غرض المعنى من "الطعرصة" كفعل فضائحي, تشهيري ينشر ذات المطعرص , المطعرص له والمطعرص به أجمعين

ولقد اخذتني الحماسة في الاستدلال على المصدر وشغلت عن الموضوع البكر وهو فيما ذكر, أهوال أيلول المجيد وتوفقا فيها عند صبرا التي لا تنساها النفوس وتخلدها أجيال تلو أجيالا
وفي حمية من امر الحضور الذين تركتهم احتسابا لوجه اعصابي التالفة مرددة بامتعاض الذي يفهم فوق طاقته , مقولة سعد زغلول" غطيني يا صفية.. مافيش فايدة"
وعندما غطتني صفية قلت أنه




:




:
لن يحدث أكثر من الذي حدث ساعة صفر الذبح
لقد شجبوا وعبئوا الفراغ بالاحتجاج
ماذا بعد ؟ أكثر؟
صبرا كشاتيلا ككفر قاسم كالاكراد كالهنود الحمر كاليهود في اورويا النازية كالاندلس كالارمن كالانثى كالطفل كمثلي في مجتمع تقليدي كصحفي بين يدي اصوليين كسجين في ابو غريب كجندي امريكي يتسلى بعصارة ضحيته كقتل باسم شرف العائلة كغشاء بكارة يفض بلا زواج كخرقة بيضاء تنتظر دما أحمرا كقطعة لحم تستهوي شيخا بين فخذي صبية
صبرا بلا قومية أو جنسية
صبرا هي نحن
نحن بجدارة
صبرا هي الظلم المتعمد
صبرا هي أمن الآخرين على حساب دمك
صبرا هي الضحية
صبرا هي الحصار البريء والانقضاض السهل
صبرا هي التنصل من إثم
هي قتل التبعية ومدحها في آن
هي شعارات رنانة
هي قول كثير وفعل قليل
صبرا هي نحن بجدارة المتمرن على حرب
هي القوي والضعيف يتناحران على حق
هي ايدولوجيا بحت
هي موت من أجل بقاء كريه
هي حيوان فلت توه من قفص القبيلة
هي غسيل دماغ
هي محاربة العدم على روعته
هي طاقة البشر على الصراع توجسا من العدم
هي العبث المتجاهل
هي القصور في حياتنا الآدمية
هي عيب الحصر والتقييد
هي مبدأ الشك باليقين
صبرا ليست استثناءا
صبرا هي القاعدة
هي الخوف
صبرا هي الخوف
هي الطعرصة بشهود عيان عميان

مش قلت غطيني يا صفية .. ما فيش فايدة

Friday 21 September 2007

لا يعوّل عليه


كل مكان غير مؤنث لا يعوّل عليه
الكلمة التي تفهمها لا يعوّل عليها
معرفة الحروف دون معرفة تشكلاتها الأولى لا يعوّل عليها
اللفظ المهيمن على المعنى لا يعوّل عليه
كل صمت لا يحتوي الكلام لا يعوّل عليه
كل معنى احتوته عبارة لا يعوّل عليه
كل فناء لا يعطي بقاء لا يعوّل عليه
كل شوق يسكن باللقاء لا يعوّل عليه
الجوع لا يعوّل عليه
كل مشهد لا يريك الكثرة في العين الواحدة لا يعوّل عليه
الوجد الحاصل عن التواجد لا يعول عليه
الوجود الذي يكون عن مثل هذا الوجد لا يعوّل عليه
الخاطر الثاني فما زاد لا يعول عليه
الوارد المنتظر لا يعول عليه
الاطلاع على مساوئ العالم لا يعول عليه
ابن عربي

Wednesday 19 September 2007

عقدة الكترا يا الدلعدي فرويد باشا


كنت أتصنع الخبث وكان يتصنع الشّدة, وكلانا كان فاشلاً , لي من حواضر الفشل الكثير
بين مكتبي وبيتي ,طريق لا تتغير بلفاتها, ودرجات البيت لا تتبدل , لا تنقص مثلا , وأنا لم أعد أعترض على عددها لأني رضيت بالنصيب ولا زلت أكلم نفسي عن وزني الذي سأضيعه بسببها
وكذا لم تعد أمي تسألني إن كنت قد صمت اليوم ولا زال أبي يسألني في نهاية كل أسبوع لا ارجع فيه للبيت عن السبب, رغم أنه لا يظهر أية نيّة لسماع السبب الحقيقي ويتوقع مثلما يتوقع دائما أن أخبره - إلى حضنك أنا عائدة , وأنا لست من فئة العائدات لحضن أيا كان, لأسباب تتعلق بي غالبا.. وبه مرارا . وحتى حين أخبرته أنني عائدة لم يبدي أي تلهف حرصا على مقامه من التشوه , وثمة دوما جملا اعتراضية في كلامه من نوع أنت تحتاجينني وليس العكس , وثمة دوما ردة فعل مني تقول خلسة أنا أتمرد , هنالك تسامح أخير بيني وبينه وتصالح بيني وبيني يقولان أن حملة اعتراضاته تخصه وحده ولا يجب بأي حال من الأحوال أن أصغي لتدخلاته وإن كان لا يكثر منها مؤخرا لأنه يردد دوما هذه ابنتي وحين يصارحني يقول أبدا ابنتي الوقحة
وكلاما آخر اعتدنا على ترديده داخل البيت يخدش حياء المستمع أو القارئ

وقد جعل من علاقتي به شيئا يشبه كلانا سيُري الآخر
أنتِ تحتاجيني
وأنتَ مصاب بعقدة الرجال وهذا لا ينفي أنك أبي

لم تعد الكلمة الأخيرة لك يا أبي
لكني أحبك


Saturday 15 September 2007

Tuesday 11 September 2007

أريد معنى


الزمان : الثالثة صباحا
المكان: بقعة
الحالة: تقتلني الوحدة وبكائي غير مفهوم
حكمة : حين يصبح الأيمان حقودا, بورك الذين يشككون

Wednesday 5 September 2007

كــــــنـــــــــــــــــــــت




هذه أسنان جميلة من المؤسف التخلي عن إحداها, هذا ما قاله الطبيب متناسيا أن ..
هذا الوجع فظيع من المقرف تحمله
وهذه الدورة شهرية من الظلم تكرارها
وهذه الجدة الأخيرة من المحزن التفريط بها
وهذه أم تبحث عن فرحي من القسوة ردها
وهذا الأب متطلب من المنهك مجاراته
وهذا البعد لا ضروري من السخف التواطؤ معه
وهذا القلب مهزوم من الواحد للعشرة

كنت للتو أجرب طعم الفودكا مع عصير التفاح
سألني شخص معرف عن اسمي الغريب, ابتسمت لأسمي وقلت بثقة عمياء أن الأسماء المميزة معدة للأشخاص المميزين , فأخذ ينسب لي خصالا تجعلني شيئا آخر غير الآخرين كما زعم.. ووافقت
توقف عند الصفة الأكثر بريقا وحضورا كما ادعى لأنه لاحظ أن شيئا ما يختلف, شيئا ما أكثر هدوءا وأقل توهجا
_ انطفيت _ رددتها ثلاث مرات ولم أكن هناك
كنت قبل تسع وعشرين عاما , أكثر شجاعة وأقل حنكة
وكنت سأشكره على الطرح

كنت عند الطبيب للمرة العاشرة على التوالي
إنها حربنا الضروس على ضرسك, خذي الدواء وانتظري ريثما يهرب الوجع منهزما وإلا انتصر الضرس وخسرنا المعركة
هذه معارك مؤلمة, تنتقم أسلاك عقلي لعنادي في حرب قاسية على ضرس متآكل , وضيع وأَجْرَب
وأنا كنت أريد طلقة واحدة أسددها نحو رأسي لتذيب أسلاكه وأنتهي من هذا الوجع الخانق المتكرر
لكني كنت عند طبيب الأسنان .. وأنا الآن ,
في جلسة علاجية, عليّ التركيز في الذي لا يقال, ضاجعها بامتنان كأنها تسدي له معروفا, شربا الشفق وانهالت على سمائه كغيمة سوداء تنذر الزرع بمطر " أحبــك" يقول لها دوما
كنت سأخبرها ألا تصدق لهفته, لأن الشيء الذي يدعى ذكرا سيقوم يوما على فحولته ويبحث في عفويتها عن تهم تسد حاجة ما يسميه كرامة إنسان
لا أنا في الحب .... لا أنا في الحب
كلام مليء بالتناقض والدجل
كنت قبل تسع وعشرين عاما , أكثر شجاعة وأقل حنكة
وكنت سأشكره على الطرح

تضحك عمتي أمام قراري الأخير الذي عرضته عليها للتو
_ سأكون لوطية_
تخفض صوت المذياع وتشعل سيجارة, وتحدثني بصوت حنون عن الأسئلة والرموز والحب الخالي من دسم الصراعات على سلطة , أتجاهل كلامها وأًستقر على فكرة _ سأكون لوطية_ وأتسلى بحلة البهائيين المعروضة على الملأ , تتملكني رغبة في الصراخ أمام عرشهم الأنيق والنظيف , المصطنع الذي فيه
المصطنع الذي فينا
كنت قبل تسع وعشرين عاما , أكثر شجاعة وأقل حنكة
وكنت سأشكرهم على الطرح

كنت أجلس في المقهى الصغير ويجلس المصوّر المشهور يتحدث بتهكم وسخرية حمقاء عن الفتاة التي ذهب لتصويرها من أجل نشر فضيحتها بكبريات الصحف المحلية, قلد عبارتها حين منعته وضحك عارضا علينا بعض العبارات التأديبية كما عرضها على الفتاة .. جَلَستُ دامعة وبي رغبة بالتقيؤ , كنت أعرفها
في العشرين لا تزال, طفلة بجسد أنثى, صغير صغرها, وكبيرة في الكذب , كان لها حلما أن تصنع حلوى وتزينها , لكنها اختفت لأن المكان لم يرق لها
احتجزها شهرا كاملا فانتهك ما تبقى من شظايا روح وجسد
لماذا يدخل قضيبا من الحديد الساخن في مؤخرتها ؟
لماذا تلد أم أطفالا لا تحسن المحافظة عليهم ؟
_لا ترديني إلى البيت _ صرخت بأسى , وبغنج متمرس صافحت الشاب الأنيق الذي جلس ينتظر علاجا محكما وعرض عليها الحماية , البطل الذي سيأخذ بيدها الصغيرة نحو الخلاص
كيف أقنع طفلة في العشرين أن قراري التعسفي أفضل من حضن شاب أنيق يعرض عليها الحماية !!
هو في السجن الآن
هي في مصحة للأمراض العقلية
أنا أبحث لها عن مأوى
والمصور يبحث عن فضيحة أخرى
كنت أكثر شجاعة وأقل حنكة
وكنت سأشكرهما على الطرح


كنت قد قررت سابقا أننا نحن المصنفين ضمن فئة المنحازين للعقل, الغارقين في صراعات إثبات, المتشبثين بقضايا انتساب, نحن المنتمين للوهم, بني البشر , الخوّافين من العدم, لا نعرف كيف نحب . وأن هنالك خللا عميقا في تركيبتنا يفضح زيفنا .
كنت قد وعدت أذني على تكذيب كل الوعود الجميلة والعبارات الواعدة التي يعد بها عاشق عشيقته, وعزمت بحرص على تفنيد كلام الغزل المنافق
كنت قد حاولت فك رموز المعادلات الصعبة لأجد نفسي أمام نفسي وأمام لغة لا أفهمها
كنت قد عرفت أن الرجال أصحاب أنا متضخمة وكاذبة
وكنت قد توقعت ذلك قبل أن يحدث لأفيق على غيبوبة أجد فيها النبأ يحقق ذاته
كنت سأبكي كثيرا وسأتذكر كلاما يشبه الأمنيات عن حب خارق لا يشبه حبا , كنت سأهزأ من سذاجتي ومن نيتي الحمقاء التي لم تعرف الخبث , كنت سأمر على مقعد احتوى ليلتي بجواره وأعرف كم كنت حقيقية ومغفلة
وأجدني كما كنت قبل تسع وعشرين عاما, أكثر شجاعة وأقل حنكة
وقلب مهزوم
وكنت سأشكره على الطرح

كنت قد قلت لنفسي وله
لن أشعر بالندم إن حصل ذلك الشيء الذي نخشاه
لن أشعر بالندم إذا اختفيت فجأة وكان قد حصل ذلك الشيء الذي نخشاه
لن أشعر بالندم إذا اختفيت فجأة أو تدريجيا وكان قد حصل ذلك الشيء الذي نخشاه
لن أشعر بالندم إذا اختفيت فجأة أو تدريجيا وبقيت هنا وحيدة , متهمة ومهجورة وحصل ذلك الشيء الذي لم يحصل
وندمت لأنني مغفلة وفظيعة
وكنت كما لو كنت قبل تسع وعشرين , أكثر شجاعة وأقل حنكة
وأريد أن أشكر كلانا على الطرح


كنت سأعود على بدء ويعود الشخص المعرف إلى تساؤلاته المجهولة
_ لا تأتين إلى هنا كثيرا !!؟_
فأرد باقتضاب وبشيء من الاكتراث القليل _ مشغولة_
_ لا زلت متعجرفة_
_ سيدي العزيز, كنت سأشكرك على الطرح

كان قد هددني بالانتقام, خرج ثائرا
أخبرت عمتي بهدوء عن فكرة قتلي بطعنات سكين تؤدبني وأن الشاب المتمرد الذي حلق رأسه صفرا وملأ جسده بالوشم سيتعقبني وقد يقدم على طعني لأنني رفضت تصديقه وصدقت عيونه الحمراء ورائحة فمه
هذا شاب صغير ومتهور, قتلوا أبيه لأنه أراد حمايته منهم وقد يقتلني لأنني أريد حمايته من الحشيش
صعقت عمتي, لكنها حافظت على هدوء المتصوف
ورأيتني ممدة والمصور يضع فوكس على جثتي المطعونة في حين يبحث الصحافي عن عنوان لامع لخبر ألمع
وكانت ستستمر الحياة كما لو أنني لم أكن قبل تسع وعشرين عاما , أكثر شجاعة وأقل حنكة
وكما لو كنت سأشكر أمي على طرحها